منوعات

رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة “شهداؤنا ليسوا أرقاماً و مستشفياتنا ودور العبادة”

رسالة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة

“شهداؤنا ليسوا أرقاماً و مستشفياتنا ودور العبادة”

مر شهر على الحرب المروعة على غزة الأبية وفي كل ساعة ، هناك شهداء ، امهات يحتضنون أطفالهم الشهداء ، وما زال العدوان مستمراً بوحشية ، رغم كل النداءات والمناشدات والمطالبات .

◾بدأ سيادة المطران عطاالله حنا رسالته:

أيها الأحباء أيها الأخوه والأخوات الأعزاء في صبيحة هذا اليوم أخاطبكم مجددا من “بيت لحم” من “كنيسة الميلاد” ، من “مغارة الميلاد” ، رافعا الدعاء والصلاة ، من أجل غزة وأهلها الذين يبادون , ويقتلون ، و يستهدفون ، بهذه الطريقة البشعة ، التي تدل على همجية هذا الاحتلال ، اعتداء على المستشفيات ، وكما نعلم جميعا ، فإن هذا الاحتلال ، وهذا الاستعمار الغاشم ، الجاسم على صدورنا ، لا يحترم دور العبادة ، ولا يحترم المستشفيات ، ولا يحترم كل شيء ، ففي الحرب ، كل شيء مستباح ، وفي هذا العدوان الغاشم ، إنما يعملون على تدمير كل شيء ، على تدمير البنية التحتية ، على استهداف أبناء شعبنا الأبرياء من أبناء شعبنا وخاصة شريحة الأطفال ، هؤلاء الاطفال الابرياء الذين يقتلون بهذه الهمجية.

في هذا المكان المقدس ، في هذا المكان ،

الذي منه سطع ، نور الميلاد قبل أكثر من ألفي عام.

◾ووجه سيادة المطران عطاالله حنا:

أوجه نداءنا ، و نبعث برسالتنا مجدداً ، إلى كل المرجعيات المسيحية الدينية في عالمنا ، إلى كل الكنائس ، إلى كل القيادات الروحية في العالم ، بضرورة أن يتحركوا بشكل أقوى ،

من أجل وقف هذا العدوان ، نناشدكم من أرض الميلاد نناشدكم من هذه المباركة ، التي ينزف أبناؤها دما بان تتحركوا نصرة لهذا الشعب لعل صوتكم يصل إلى حيث ما يجب أن يصل لكي يتوقف هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف شعبنا في غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس دماء الأبرياء في غزة تستصرخ الضمائر الحية في عالمنا تحركوا يا أيها الأحرار تحركوا قبل فوات الأوان كم من الأطفال يجب أن يقتلوا لكي تتوقف هذه الحرب كم من المستشفيات ودور العبادة يجب ان تقصف لكي تتوقف هذه الحرب.

◾واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

شهداؤنا ليسوا ارقاما و مستشفياتنا ودور العبادة وكل شيء في غزة إنما يشير إلى صمود شعبنا و تشبث هذا الشعب بالحياة والحرية والكرامة .

شعبنا يعشق الحياة والحرية ، فلا تتركوا هذا الشعب فريسة للاحتلال ، و ألة الموت والدمار والخراب ، الآلاف من الشهداء ، والدمار الهائل الذي حل بغزة ، سياسة عقاب جماعي ، وتطهير عرقي ، واستهداف لشعب أعزل ، يريد أن يعيش ، يريد أن يحيا بحرية وكرامة ، مثل باقي شعوب العالم .

◾وبين سيادة المطران عطاالله حنا:

سنبقى ندق أبوابكم ، ونبقى نناشدكم ، يا أيها الأحرار في عالمنا ، في أن تحركوا .

طبعا لا ننكر أن هنالك حراكا في كل مكان ، لا ننكر أن الكنائس في عالمنا ، أصدرت مواقف نشكرها عليها ، ولكن استمروا في ذلك.

والمواقف يجب أن تكون أكثر وضوحاً ، وأكثر فاعلية ، من أجل المساهمة ، في وقف هذا العدوان ، الذي يتناقض ، مع كل الأعراف الإنسانية ، والأخلاقية والحضارية .

كل انسان في هذا العالم ، بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي مطالب اليوم بان يعلن موقفا رافضا لهذا العدوان.

فلنتوحد جميعاً في هذا العالم ، في رفضنا لهذا العدوان ، و مناداتنا بأن بتوقف هذا العدوان ، مشاهد الأطفال الشهداء ، والدمار الهائل في غزة الأبية ، ليست مشهدا روتينيا عاديا .

◾تمنى سيادة المطران عطاالله حنا:

وأتمنى ، ألا تصبح المشاهد في غزة ، مشاهد روتينية ، وكأنها مشهد يومي ، نشاهده ونمر عنه مر الكرام ، لا، مشاهد الموت والدمار و الشهداء في غزة ، ليست مشهدا عادياً ، روتينياً ، بل هو مشهد يجب أن يحرك الضمائر الحية في عالمنا ، يجب أن يحرك كل إنسان في هذا العالم.

أيها الأحباء ، مسؤوليتنا جميعاً في هذا العالم ، الأخلاقية والإنسانية و الروحية و الوطنية ، يجب أن تحثنا جميعاً ، و تدعونا جميعاً ، من أجل أن نطالب ، بوقف هذا العدوان .

أخاطب أمتنا العربية ، أخاطب الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، أنتم قادرون إذا ما توحد تم ، على أن توقفوا هذا العدوان ، مؤتمراتكم و اجتماعاتكم و لقاءاتكم ، لا قيمة لها ، إذا لم تكن ثمرتها ، وقف هذا العدوان ، ووقف هذه الجرائم المروعة ، بحق الإنسانية ، و التي ترتكب في غزة الأبية.

◾ووجه سيادة المطران عطاالله حنا:

نوجه تحية الوفاء ، تحية المحبة ، والتقدير والاحترام ، لكل الأحرار من أبناء أمتنا العربية ، المناصرين لهذه القضية ، وهي قضية حق وعدالة ، نحيي الأحرار من أبناء امتنا العربية ، الرافضين لهذا العدوان ، الرافضين لهذا التآمر ، على هذه القضية الفلسطينية ، نحييكم ، ونحن أوفياء ، لكل من يقول كلمة حق ، في هذا الزمن ، الذي كثر فيه المتآمرون ، و المخططون لتصفية القضية الفلسطينية.

وأمام مغارة الميلاد ، نقف إجلالاً وتكريماً ، لتضحيات شعبنا ، لأرواح شهدائنا ، لأهلنا في غزة ، وفي الضفة ، وفي القدس ، وفي كل فلسطين.

نقف إجلالاً وتكريماً و و فاءً ، لشعبنا الذي سيبقى صامداً مرابطاً أبياً مواجهاً لهذا العدوان.

من ينتظرون ويتوقعون من الفلسطينيين أن يرفعوا راية الاستسلام ، انتظارهم سيكون ليس في مكانه ، لا تنتظروا لن يستسلم ،

لن يستسلم الفلسطينيون ، ولن يرفعوا راية الاستسلام ، رغما عن كل آلامهم و أحزانهم ، وما يتعرضون له من عدوان في غزة ، وفي الضفة ، وفي غيرها من الأماكن ، وفي مقدمتها في القدس ، التي تسعى السلطات الاحتلالية ، لسرقتها من أهلها ومن أصحابها.

يوم جديد ، مع كل هذه الدماء و التضحيات ،

يوم جديد ، يؤكد فيه الفلسطينيون جميعا ، بانهم باقون على العهد والوعد ، مرابطون مدافعون عن كرامتهم ، وعن حريتهم وعن حقوقهم السليبة.

شكرا لكم أيها الأحباء ، وإن شاء الله نبقى معاً ، و سوياً ننادي موقفنا واحد ، و صوتنا واحد ، بأن يتوقف هذا العدوان

(اليوم اليوم وليس غدا ).