أخبار لبنانمنوعات

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في فلسطين المحتلة

الرواية الفلسطينية تنتصر لأنها رواية شعب قضيته قضية عادلة

إعداد ومتابعة / ربا يوسف شاهين

وتستمر حرب الإبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة جرائم مروعة كل يوم من قبل الكيان الصهيوني وتصريحات تدعم زيادة الإجرام  رغم وضوح المشهد للعالم عن فظاعة ما يرتكبه هذا المحتل

◾حيث بدأ سيادة المطران عطاالله حنا رسالته :

أيها الأحباء ، أيها الأخوة والأخوات الأعزاء ، في صبيحة هذا اليوم ، أحييكم جميعا

و أبعث إليكم برسالة المحبة والوفاء والتقدير

ونحن جميعا ، متمسكون بموقفنا المبدئي ،  وهو المطالبة بأن ينتهي هذا العدوان الغاشم ، الذي يستهدف أهلنا في غزة الأبية.

مررنا بأمسية وليلة دامية ، قصف همجي قتل للأبرياء  ،  استهداف لكل شيء في غزة ،  و كأن المخطط المرسوم ، هو حرق الاخضر واليابس وتدمير غزة بشكل كلي.

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

و استمعنا إلى تصريحات صدرت من أشخاص ، و صدرت في الحكومة الإسرائيلية ، فهنالك من قال :  بأنه يجب أن تضرب غزة بقنبلة نووية وهنالك من قال:  بأنه يجب أن تدمر غزة عن بكرة ابيها .

وفي الواقع ، فإن القذائف و الصواريخ ،  التي انهمرت على غزة خلال الأيام الماضية ، هي أخطر بكثير من القنبلة النووية ، وما يحدث على الأرض في غزة ،  هو تاكيدٌ على هذا الموقف الاحتلالي،  بان غزة يجب أن تدمر عن بكرة ابيها.

◾واشار سيادة المطران عطاالله:

ولكن ما يؤسفنا ،  وما يحزننا ،  بأن العرب أو القيادات السياسية العربية ، حتى اليوم ، لم تتمكن من اتخاذ قرار ،  أو موقف واضح ، يؤدي إلى وقف إطلاق النار ،  ووقف هذا العدوان .

لقد مر شهر على هذا العدوان ،  ونحن في نفس المكان ،  بيانات خطابات اجتماعات مؤتمرات ،

تعقد في أكثر من مكان في هذه المنطقة  العربية ،  وحتى هذه الساعة ،  لم تؤدي كل هذه المؤتمرات ، وكل هذه اللقاءات ، والاجتماعات إلى وقف هذا العدوان .

وهنا يحق لنا أن نتساءل ؟ إلى أين نحن ذاهبون ؟

هل المطلوب أن تدمر غزة بالفعل كما يقول بعض مسؤولي الاحتلال ؟

هل المطلوب هو تصفية غزة ، وتهجير اهلها وأبنائها ، في إطار مخطط هادف لتصفية القضية الفلسطينية.

◾ وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:

نحن حقيقةً ، نتمنى و نطالب من القيادات السياسية العربية ، أن تكون مواقفهم أكثر  قوةً و حزماً و وضوحاً تجاه هذه المعاناة في غزة .

المسالة ليست مسالة هدنة إنسانية ، وإيصال بعض الأدوية والأطعمة إلى أهلنا هناك ،

فما فائدة كل هذا إذا لم يتوقف العدوان.

وبالتالي أنا اعتقد بأنه من الأهمية بمكان ،

أن تعمل القيادات السياسية في الوطن العربي على وقف هذا العدوان ، وطبعا نحن لا نقلل من أهمية دخول المواد الإغاثية والطبية و الأغذية  وما إلى ذلك ،  ولكن المطلب الأساسي يجب أن يكون ، هو أن يتوقف هذا العدوان ، و بأسرع وقت ممكن .

شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، وبات الكثيرون يشاهدون .

◾وشرح سيادة المطران عطاالله حنا:

وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي  يلاحظون الدمار والخراب والدماء وقد مر على هذه المشاهد شهرا كاملاً ،  وقد أضحت هذه المشاهد عند البعض ، عند البعض أنا لا أعمم ، وكأنها مشهد اعتيادي ،  بتنا نراه في كل يوم

دمار خراب شهداء موت آلام أحزان وكأنه

مشهد اعتيادي.

وأنا أحذر ،  من خطورة أن تصبح هذه المشاهد المروعة في غزة مشاهد عادية روتينية ، يتعود عليها البعض ،  هذه ليست مشاهد روتينية ، هذه مشاهد مروعة ، فكل شهيد ، وكل إنسان في غزة يقتل ، هو إنسان ، هو إنسان يستحق أن يعيش ، ويستحق الحياة .

واعتقد أن هذه المشاهد المروعة التي اتمنى أن تتوقف ، والتي يمكن أن تتوقف ، عندما يتوقف هذا  العدوان .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

اتمنى أن نأتي إلى يوم لا نرى فيه هذه المشاهد ولكن هذه المشاهد ، يجب أن تحرك الضمائر ، يجب أن تحرك الناس ، يجب أن تحرك كل اولئك الذين لم يتحركوا حتى اليوم ، و كأننا أمام مسرحية أو مشهد او فيلم ،  إلى أخره

فيه دمار و خراب .

لا …هذه ليست مسرحيةً ، وليس فيلماً سينمائياً هذه حقيقة ، حرب إبادة ،  حرب إبادة ، وحرب تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة ، وكذلك في الضفة وفي كل فلسطين ولكن البوم نحن نتحدث بشكل خاص عن غزة الأبية التي نقف إجلالاً ووفاء لأرواح شهدائها و نحيي شعبها الباسل ونسال الله بان يكون بلسما و تعزية لهؤلاء الأحباء

نحن مصدومون حقيقة من حالة العجز العربي

نحن مصدومون

أنا طبعا لا أريد أن اكيل الاتهامات ولا أريد أن أخون أحد هذا ليس هو دورنا

دورونا هو ان نذكر العرب بمسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية ماذا تنتظرون ؟

هل تنتظرون إبادة شعب؟  هل تنتظرون تدمير غزة كلها ؟ ماذا تنتظرون ؟

انا اعتقد بان الموقف العربي الرسمي يجب أن يكون أقوى بعيدا عن الشعارات وعن الكلمات التي نقرؤها و نسمعها يجب أن يكون هناك موقف عربي قوي وفاعل مطالب بأن تتوقف هذه الحرب وأن يتوقف هذا العدوان وبالطبع  أهلنا في غزة بحاجة للإغاثة وبحاجة إلى الدعم و إلى المساعدة بعد كل هذا الدمار الهائل الذي حل بالقطاع  الحبيب

طبعا نحن نحيي الأحرار من أبناء أمتنا العربية وهم كثيرون العرب الأحرار يشعرون بالالم والحزن على ما يحدث في غزة

وهم حقيقة يعبرون كل بطريقته وكل بأسلوبه يعبرون عن رفضهم و عن تنديدهم وعن  استنكارهم لهذه المجازر المروعة التي ترتكب في غزة الأبية.

فشكراً طبعاً هم لا ينتظرون الأشقاء العرب لا ينتظرون منا أن  نقول لهم شكرا لأن هذا هو واجبهم هذا واجب كل إنسان عربي أصيل كل إنسان مسلم ومسيحي أصيل  يجب أن يدافع عن غزة وفلسطين وعن الشعب الفلسطيني

◾وأوضح سيادة المطران عطاالله حنا

ولكن دعوني التفت أيها الأحباء إلى العالم

العالم الذي في الغرب طبعا العالم الذي غالبية الحكام في هذا  الغرب أمريكا وأوروبا غالبيتهم  يؤازرون الاحتلال و يدعمون الاحتلال ولكننا نلحظ خلال الأيام الماضية أن هنالك تبدلاً و تغيراً جذريا في الراي العام العالمي

مظاهرات مليونية يومية تجوب العواصم العالمية

أنا أود أن أقول لكم أن الرواية الفلسطينية الحقيقة والصحيحة تنتصر في الغرب على الرواية الصهيونية المزيفة و المسيئة و المحرضة على شعبنا الفلسطيني

الرواية الفلسطينية تنتصر لأنها رواية شعب قضيته قضية عادلة لأنه شعب مظلوم لأنه شعب مقهور طبعا معاناة الشعب الفلسطيني لم تبتدأ مع حرب غزة ، غزة عانت من ست حروب ،  وكذلك كل فلسطين ، أهلنا في فلسطين ، و في القدس يعانون من الاحتلال ، يعانون من الاستعمار،  يعانون من الممارسات الظالمة وبالتالي ما نلحظه ، هو أن الرواية الفلسطينية تنتشر في العالم ، هذه الصور المروعة ، تصل إلى كل مكان.

في وقت من الأوقات قبل سنوات ،  كانت الرواية حكرا على الصهاينة ، وعلى CNN وعلى أولئك الذين يروجون  لرواية فيها تحريض وفيها تزييف و إساءة للشعب الفلسطيني

اليوم ، مع وجود السوشال ميديا بكل سلبياتها ، ولكن هنالك أيضاً  ، إيجابيات ،  و الإيجابيات هي أن بإمكان كل واحد يتعاطى مع السوشال ميديا ، أن يكون سفيراً و ممثلاً لأهل غزة ومعاناة أهلنا في غزة ، وأن يوصل الصورة الحقيقية التي باتت منتشرة في كل مكان.

نحن نحيي هؤلاء الأحرار،  الذين يجوبون العواصم بما في ذلك واشنطن و نيويورك وغيرها من المدن الأمريكية و الأوروبية وأستراليا وكندا ، نحن نتحدث عن حشود هائلة مليونية ،  نحن نتحدث عن انعطافة في الرأي العام العالمي ، وهذه الانعطافة تتطور ، وهنالك اتساع يوماً بعد يوم في رقعة المتضامنين المتفهمين لعدالة القضية الفلسطينية.

ولذلك أيها الأحباء ، من يعملون في وسائل التواصل في وسائل الإعلام في كل هذه التقنيات، يجب أن يستغلوا كل هذه الإمكانيات والقدرات ، لكي يوصلوا الصورة الحقيقية لشعوب العالم ، والصورة الحقيقة ، هي كفيلة بأن تغير كل شيء.

طبعاً هي كفيلة أن تغير عند أولئك الذين عندهم حس إنساني وضمير أخلاقي ، أولئك الذين فقدوا إنسانيتهم و اخلاقهم ، لا نتوقع منهم أن يتغيروا.

لا نتوقع من هذه الشريحة الموغلة في التآمر على شعبنا وقضيته العادلة ، أن يتغير فيها شيء،

نحن نراهن على الشعوب الحرة ،على هذه الشرائح المثقفة الواعية ، وهؤلاء هم من كل الأديان ، مسيحيين مسلمين يهود ، والأديان الأخرى ، فلسطين وحدتهم ، آلام غزة وحدتهم.

 حقيقة هذا مشهد مؤثر، أن ترى أن غزة وحدت كل هذه الجماهير ، كل هذه الشعوب ، بكافة اشكال التنوع الديني والعرقي الموجودة هناك.

أما على الصعيد الفلسطيني الداخلي ، نحن مطالبون أن نرتب أوضاعنا الداخلية ، و أوضاعنا الداخلية تحتاج إلى ترتيب ، يجب أن ننبذ أي خطاب يثير الفتن والتشرذم والتفكك في مجتمعنا الفلسطيني.

التعددية السياسية القائمة في فلسطين هي أمر صحي ، في أحزاب وتيارات سياسية مختلفة ، و هذا امر طبيعي ، ولكن في هذه الأوضاع العصيبة التي نمر بها ، يجب أن نضع جانبا هذه الانتماءات الحزبية و الفصائلية ، وأن توحدنا جميعا فلسطين ، تحت سقف واحد ، وفي بوتقة واحدة ، لكي نكون أقوياء ، في دفاعنا عن شعبنا.

طبعا كل واحد حر في  أن يعبر عن رأيه ، عن انتماؤه الحزبي والسياسي ،  ولكن أولاً و قبل أي شيء فلسطين ، وشعب فلسطين ،  والقدس وغزة وكل هذه المعاناة و الآلام التي يتعرض لها أهلنا في غزة الأبية.

      شكرا لكم أيها الأحباء ويعطيكم العافية