منوعات

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا للشعب الفلسطيني لن تتمكن أي قوة عاتية لا في أمريكا ولا في غيرها من تصفية القضية الفلسطينية

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا للشعب الفلسطيني

لن تتمكن أي قوة عاتية لا في أمريكا ولا في غيرها من تصفية القضية الفلسطينية

◾وقال سيادة المطران عطاالله حنا:

ايها الأحباء ، ايها الأخوة والأخوات الأعزاء ، عشرة آلاف شهيد ، وأكثر من ذلك في غزة الأبية

دمار هائل ، مأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمات من معاني ، ونتساءل مع كل اولئك الذين يتساءلون ، إلى متى ستستمر هذه المعاناة ، إلى متى سوف تستمر هذه الحرب ، إلى متى سوف تستمر هذه الممارسات ، والتي يمكن اختزالها بانها تطهير عرقي ، بحق شعب أعزل ، في غزة الأبية.

وجهنا نداءات كثيرة ، وسنبقى نوجه ، وسنبقى ندق كل الأبواب ، لعل صوت شعبنا ، وصوت أهلنا في غزة ، وصوت كل فلسطيني يصل إلى كل مكان في هذا العالم ، إلى متى سوف يستمر هذا الإجرام ، إلى متى ستستمر هذه الحرب التي تدمر كل شيء ، وتستهدف كل شيء في غزة ، ولا يستثنى من ذلك أحد على الإطلاق .

◾واوضح سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الاحباء ، نكرر مناشدتنا في صبيحة هذا اليوم لكل المرجعيات الروحية ولكل الأحرار في عالمنا ، بضرورة أن يكثفوا من نشاطاتهم و فعالياتهم ، لكي يصل صوتهم إلى القيادات السياسية في الغرب ، التي هي منخرطة في هذه المؤامرة ، وفي هذا المخطط ، الذي هدفه تصفية القضية ، و نكبة جديدة ، وتهجير جديد .

إنها سياسة ظالمة ، مستمرة ومتواصلة ، ويجب على الأحرار في عالمنا ، و اولا وقبل كل شيء ، الأحرار في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ، ان يتحركوا من أجل أن تتوقف هذه الحرب الظالمة ، التي تستهدف أهلنا في غزة.

أبها الأحباء ، شهداؤنا ليسوا أرقاماً ، ومشاهد الموت والدمار ، ليست مشهدا روتينيا.

منذ شهر تقريبا ، ونحن في كل يوم ، نشاهد هذه المشاهد المروعة ، دماءٌ و أشلاٌء ودمارٌ وشهداءٌ وأحزان في كل قطاع غزة

هذا ليس مشهداً اعتياديا هذا ليس مشهداً روتينيا،يجب أن يمر عليه البعض مرور الكرام كل إنسان يقتل له قيمته كل شهيد عنده قصة حياة مأساة مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني.

◾واكد سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء ، فلا تجعلوا من مشاهد الموت والدمار والخراب ، مشاهد روتينية ، فكل مشهد يجب أن يحرك الضمائر، وأن يحرك الإنسانية كلها ، لكي يعمل الجميع كل من موقعه ، من أجل أن تتوقف هذه الحرب الظالمة .

رسالتنا إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في هذه الأوقات العصيبة ، كونوا موحدين ، فالحرب لا تستهدف فصيلاً بعينه ، بل تستهدف الشعب الفلسطيني كله ، وقد شهدنا أيضاً في الضفة والقدس ، اعتداءات وممارسات ، وكان الحرب تستهدف شعبنا في كل فلسطين ، في هذه البقعة المقدسة من العالم ، ولكن المجازر المروعة تحدث في غزة ، في غزة المحاصرة ، في غزة المنالمة ، في غزة التي يقتل أبناؤها بدم بارد.

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء ، دماء الشهداء ومعاناة أبناء غزة ، والضفة والقدس ، يجب أن توحدكم

كونوا موحدين ، يا أيها الفلسطينيين ، ضعوا خلافاتكم جانبا هذا وقت لكي نكون فيه جميعا في خندق واحد ، لكي نكون أقوياء في مواجهة هذه الغطرسة ، وهذه العدوانية ، وهذه الحرب الهمجية ، وهذا العدوان الذي يبدو أن هدفه حرق الأخضر واليابس.

يا أيها الفلسطينيون ، توحدوا من أجل قضيتكم العادلة ، المستهدفة اليوم اكثر من أي وقت مضى.

و يا أيها الأحرار ، من أبناء أمتنا العربية ، هذه هي قضيتكم ، “فلسطين” هي قضية العرب الأولى ، و المتآمر على فلسطين ، هو متآمر على الأمة العربية كلها ، وعندما تقفون مع فلسطين ، و تدافعون عن فلسطين ، إنما تدافعون عن أنبل و أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث ، كما انكم تدافعون عن أنفسكم.

◾وبين سيادة المطران عطاالله حنا:

من يستهدف فلسطين ، لا يريدون الخير لكم فكونوا حذرين ، وكونوا مع فلسطين ، ولتكن البوصلة دوماً نحو فلسطين ، ونحو القدس.

أيها الأحباء، امام هذه التضحيات ، وأمام هذه الدماء ، وامام هؤلاء الشهداء ، وأمام هذا الشعب المنكوب في غزة ، نقف إجلالاً ووفاء لتضحيات شعبنا ، لأرواح شهدائنا ، لكل اولئك المحزونين و المتألمين ، لكل اولئك الذين يعانون من هذا المخطط الاحتلالي الهمجي ، الذي يستهدف شعبنا كله ، الحرب تستهدف الشعب الفلسطيني كله ، والعدوان يستهدف الشعب الفلسطيني كله ، وليس جهة دون الأخرى .

أيها الأحباء ، رسالتي إلى أهلنا في غزة ، قلوبنا معكم ، أدعيتنا نرفعها من أجلكم ، ولن نالوا جهدا ، في أن نُذكر كل إنسان في هذا العالم بواجباته الإنسانية ، والأخلاقية ، تجاه معاناتكم وما تتعرضون له.

جرحكم هو جرحنا و ألمكم هو المنا وما تتعرضون له نتعرض له جميعا

وأنا متأكدٌ ، و على يقين ، بأن شعبنا الذي يتعرض لكل هذه المظالم في غزة ، و في الضفة وفي القدس ، لن يستسلم ولن يركع

نحن لا نركع إلا لله ، الذي نعبده ، والذي نرفع الدعاء إليه ، في صبيحة هذا اليوم ، بان ينصر شعبنا ، بان ينصر أبناء شعبنا ، بأن يكون مع اهلنا في غزة ، بان يكون مع اهلنا في غزة ، ان يكون بلسماً و تعزيةً ، لكل إنسان مكلوم ولكل إنسان مظلوم.

نقف إجلالاً وتكريما ً لشهدائنا ، شهداء الكرامة شهداء الحرية ، شهداء فلسطين كلها ، شهداء الأمة كلها ، شهداء قيم الحرية والكرامة الإنسانية.

نقف إجلالا وتكريما لأرواحهم الطاهرة

ونقول بانه لا يضيع حق و راؤه مطالب

الفلسطينيون منذ النكبة وحتى اليوم وهم يتعرضون للمؤامرات لا بل منذ وعد بلفور وحتى اليوم ولكنهم وبالرغم من كل ذلك هم متمسكون بثوابتهم بحقوقهم بانتمائهم لهذه الارض المقدسة.

لن تتمكن أي قوة عاتية، لا في أمريكا ، ولا في غيرها ، من تصفية القضية الفلسطينية ، التي هي ، قضية شعب حي ، شعب موجود حتى وإن تجاهلوا وجودنا ، نحن موجودون ، وسنبقى ندافع عن أرضنا ، عن قدسنا ، عن مقدساتنا ، عن حريتنا ، عن جذورنا العميقة في تربة هذه الأرض المقدسة.

كل التحية لكم أيها الاحباء ، وليكن مطلبنا و رسالتنا إلى كل مكان في هذا العالم ، فلتتوقف الحرب ، فليتوقف العدوان ، حقنا للدماء ووقفاً للدمار.