منوعات

التحصين العالمي يرفع شعار “التدارك الكبير”:التركيز من جديد على حملات التحصين والتطعيم الاستدراكية لحماية المجتمعات من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات

تحت عنوان “التدارك الكبير”، احيي العالم أسبوع التمنيع/ التحصين العالمي، وسط دعواتٍ واسعة أطلقتها منظمة الصحة العالمية، إلى التركيز من جديد على عمليات التحصين وتعزيز الجهود على مستوى الدول والهيئات والمؤسسات الصحية وشركائها، من أجل حماية الأفراد والمجتمعات من الأمراض التي من الممكن الوقاية منها بواسطة اللقاحات.

 

فبعد ثلاث سنوات، واجه خلالها العالم انتشار جائحة كوفيد-19، وما رافقها من مشاكل واضطرابات أثرّت بشكلٍ كبير على انتظام وتواصل الخدمات الصحية الحيوية، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن انقطاع تقديم التحصين الروتيني في أثناء جائحة كورونا أخَّر العالم 30 عاماً في ما يتعلّق بإحراز أيّ تقدّم في مجال تحصين الأطفال. وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من 6.5 ملايين طفل لم يتلقوا  لقاحاتهم المضادة للحصبة بين عامَي 2020 و2021، كذلك لم يتلقَّ 4.5 ملايين طفل أيّ لقاحات روتينية. وبناءً على هذه الأرقام والحقائق، يُشكل العام 2023، فرصة عالمية لتدارك وتعويض ما فات من خلال توفير التحصين الأساسي والوصول إلى ملايين الأطفال الذين فاتهم اللقاحات.

 

وانطلاقاً من تحذيرات منظمة الصحة العالمية وكافة الهيئات والمؤسسات الصحية، تؤكد شركة سانوفي على التزامها وجهودها إلى جانب شركائها في مجال الرعاية الصحية،  لتحقيق رؤيتها المتمثلة بتحقيق عالم لا يعاني فيه أحد أو يموت من مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة وأمراض المكورات السحائية الغازية، من خلال العمل على تعزيز ورفع مستوى الوعي حول التطعيم الاستدراكي لتجنب عودة ظهور الأمراض المعدية. ويتحقق ذلك من خلال تعاون وتظافر جهود  القطاعان العام والخاص لتوفير الدعم للمجتمعات في مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. كما تشدد شركة سانوفي على أهمية الوقاية والتنبه من مخاطر عودة ظهور الأنفلونزا، حيث تشير التقارير الصحية إلى إمكانية أن ترتبط الجائحة المقبلة بفيروس الأنفلونزا. وبناءً على ذلك، تكمن أهمية تعزيز الوعي بدور اللقاحات وزيادة حجم عمليات التحصين الاستدراكي، وضمان حصول المجتمعات على التوجيه والدعم اللازمَين من أجل تنفيذ برامج تحصين عالية الجودة، لحماية أفرادها من تفشي أي نوع من الأمراض المعدية.

 

د. مادونا مطر

رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية

 

وقالت الدكتورة مادونا مطر، رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية:” تُنقذ اللقاحات أرواح الناس، الذين تتاح لهم إمكانية الوصول إلى التطعيم والحصول على هذه اللقاحات. إذ يُشكل التحصين، قصة نجاح عالمية في مجال الصحة والتنمية، حيث يساهم في إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً. وتساعد اللقاحات على مواجهة عدد كبير من الأمراض المعدية. لنعمل جميعاً لضمان وصول اللقاحات وتعزيز ونشر عمليات التطعيم لحماية أنفسنا ومن حولنا”.

د.ماريان مجدلاني

رئيسة الجمعية اللبنانية لطب الأطفال

وقالت الدكتورة ماريان مجدلاني، رئيسة الجمعية اللبنانية لطب الأطفال:”يُشكل التحصين حق لكل طفل، وهذه حقيقة لا جدال فيها. كما يُعتبر أفضل استثمار صحي يمكننا تقديمه لأطفالنا “.

 

 

وتزامناً مع أسبوع التمنيع العالمي، تسعى الوكالة الصحية التابعة للأمم المتحدة مع شركائها إلى دعم البلدان للعودة إلى المسار الطبيعي لتلبية ثلاثة أهداف. الهدف الأوّل يقضي بتحقيق التدارك، من خلال العمل لتعويض ملايين الأطفال الذين لم يحصلوا على لقاحاتهم الروتينية في خلال الجائحة. والهدف الثاني يتمثل بالعودة إلى مستويات التحصين الأساسي التي كانت مسجَّلة في عام 2019 (قبل ظهور الوباء) على أقلّ تقدير، من خلال تغطية المولودين في عام 2023. أمّا الهدف الثالث فتعزيز نظم التحصين في إطار الرعاية الصحية الأولية.

تساهم لقاحات الأطفال، في إنقاذ ما يقدر بنحو 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كل عام ، وقد حالت لقاحات شلل الأطفال دون حدوث الشلل في ما يقدر بنحو 20 مليون شخص منذ عام 1988. وعلى الرغم من النجاح الملحوظ والانخفاض الكبير في عدد الحالات، فقد ظهر المرض في أماكن غير متوقعة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وبناءً على ظاهرة تفشي المرض من جديد، صدرت تحذيرات تؤكد إلى أنه لا مجال لتخفيف جهود استئصال هذا المرض، إلى أن يصبح العالم خالياً من شلل الأطفال.

حيث وجّهت هاتان الدولتان تحذيرات، إلى أنه لا مجال لتخفيف جهود استئصال هذا المرض، إلى أن يصبح العالم خالياً من شلل الأطفال.

وتُعد حملات التحصين الاستدراكي على نطاقٍ واسع، حلاً مباشراً لحماية الأطفال الذين حُرموا من جرعات من لقاحاتهم خلال الأزمة الوبائية، ويجب تنفيذها على أساس مستمر. وسيساهم توفير التطعيم الاستدراكي  للأفراد الذين فاتتهم الجرعات، في رفع مستوى المناعة لدى السكان، وتقليل مخاطر تفشي الأمراض، ويؤدي في النهاية إلى تقليل الجرعات اللازمة على المدى الطويل لحملات الاستجابة لتفشي الأمراض. وتجدر الإشارة إلى أهمية وصول اللقاحات للبالغين وخاصة الفئات المعرضة للخطر، لا سيما مع موسم الإنفلونزا المقبل.