منوعات

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس) نحن لا نقول لكم لا تعيدوا عيدوا كما تشاؤون لكن تذكروا فلسطين

كلمة سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس (بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس)

نحن لا نقول لكم لا تعيدوا عيدوا كما تشاؤون لكن تذكروا فلسطين

إعداد : ربا يوسف شاهين

أقول لكم ومن القدس فلنرفع الصوت عالياً كل الأحرار مسيحيين مسلمين وحتى اليهود الذين لا يرتبطون بالفكر الصهيوني وكل أحرار العالم وكل شعوب العالم فلنتوحد معاً و سويا ً في مطالبتنا بأن يتوقف هذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار .

◾حيث قال سيادة المطران عطاالله حنا:

أيها الأحباء أيها الإخوة والأخوات الأعزاء

لقد أعلنت الكنائس المسيحية في القدس ، وفي سائر أرجاء هذه الأرض المقدسة ، عن إلغاء كافة

المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد ، وأن يبقى العيد مقصوراً على الصلوات و القداديس التي تقام في الكنائس بمناسبة العيد ، سواءً كان هذا حسب التقويم الغربي يوم 25/12 ا ، و حسب التقويم الشرقي يوم السابع من يناير

والكنائس المسيحية في بلادنا ، من خلال هذا الإعلان والقرار ، إنما تؤكد موقفها الرافض للحرب ، والمطالب ان يتوقف هذا العدوان ، الذي يتعرض له أهلنا في غزة الأبية.

أولئك الذين تدمر عليهم المنازل ، أولئك الذين يقصفون بوحشية ، أولئك الذين يقتلون بدم بارد

هذه المشاهد المروعة ، هذه المشاهد المأساوية التي نراها في غزة ، إنما تدل على بشاعة وهمجية هذا العدوان .

ولكن الكنائس المسيحية أيضا، ً من خلالها إعلانها هذا ، إنما تبعث برسالة إلى الكنائس المسيحية في العالم ، وإلى كل المسيحيين في العالم الذين يستعدون لاستقبال عيد الميلاد المجيد .

إذا المسالة ليست فقط الإعلان عن إلغاء المظاهر الاحتفالية بالعيد ، بل هنالك رسالة تسعى الكنيسة لإيصالها لكل المرجعيات الروحية المسيحية في العالم ، وخاصةً في الغرب أولئك الذين يستعدون في هذه الأيام لاستقبال عيد الميلاد ، نرى الأشجار في كل مكان ، الزينات في كل مكان الاحتفالات في كل مكان. .

◾واضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

نحن نذكرهم ، نذكر المسيحيين في العالم ، بأن أرض الميلاد فلسطين تنزف دماً بأن أرض الميلاد حيث بيت لحم و مغارة الميلاد تعيش مأساة مروعة ، حيث يستهدف المدنيون في غزة وفي الضفة وكذلك القدس ، التي تتعرض للمؤامرات الاحتلالية الغاشمة .

رسالة الكنائس المسيحية في القدس ، وفي فلسطين لكل مسيحيي العالم في هذا الموسم ، وفي هذه الأيام ، بأننا نتمنى منكم أولاً ، أن تصلوا من أجل فلسطين ، اذكروا فلسطين في صلواتكم وفي أدعيتكم ، وكذلك نتمنى ونطالب ونناشد ، أن تكون هنالك مواقف مسيحية من قبل المرجعيات المسيحية في كل الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية و الانجيلية ، نريد أن تكون هناك مواقف قوية وواضحة ، مطالبة بأن يتوقف هذا العدوان وأن تتوقف هذه الحرب .

ليس من الممكن أن نبقى في هذه الحالة ، ليس من الممكن ان تستمر هذه الحرب ، يجب أن تتوقف بأسرع ما يمكن ، لأنها تخلف دماراً و مآسٍ إنسانية لا يمكن أن يستوعبها عقل بشري .

◾وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

نذكر المسيحيين في العالم ، بأنكم تحتفلون ولكن أرض الميلاد محرومة من العيد ، في ظل هذه الأوضاع ، في ظل هذه الحرب ، في ظل هذا الحصار ، في ظل هذه الآلام والأحزان التي نعيشها ، لا يمكن ان تكون عندنا مظاهر احتفالية إضاءات شجرة مهرجانات احتفالات ، كما كان يحدث في كثيرٍ من الأحيان ، كل هذا تم إلغاؤه في هذا العام في القدس في بيت لحم وفي غيرها من الأماكن ، ليس فقط تضامناً مع غزة ، البعض يقول بأن المسيحيون ألغوا الاحتفالات تضامناً مع غزة ، هذا كلام غير دقيق ، نحن لا نتضامن مع غزة ف، نحن نقول إن ألام غزة هي ألامنا وجراح غزة هي جراحنا ، هذا هو شعبنا

التضامن قد يأتي من جهة خارجية ، من جهة أجنبية ، من جهة في العالم ، ونحن نرحب بكل تضامن ، وبكل موقف تضامني

أما نحن المسيحيون الفلسطينيون ، فما نقوله عن غزة ليس فقط تضامن ، بل هذا نزيفنا وهذا جرحنا وهذه معاناتنا وهذا هو شعبنا وهؤلاء هم أهلنا .

وبالتالي ، في ظل هذه الألآم والأحزان التي نعيشها ، طبعاً غزة بالدرجة الأولى، واكن أيضاً الضفة الغربية ، بيت لحم ، يتم اقتحامها بشكل دائم ، نابلس ، جنين ، مخيم جنين ، شهداء مخيم جنين ، يعني حقيقةً المأساة الفلسطينية ، هنالك استهدافٌ للفلسطينيين في كل فلسطين

في غزة بالدرجة الأولى ، حيث الإبادة والتطهير العرقي ، والنكبة الجديدة والمتجددة ، وكذلك في الضفة الغربية .

◾وتمنى سيادة المطران عطاالله حنا:

نتمنى أن يصل نداء الكنائس في القدس ، إلى كل مكان في هذا العالم ، ونتمنى أن يصل صوت المسيحيين الفلسطينيين ، إلى كل مكان في هذا العالم.

كيف لكم أن تحتفلوا بالميلاد و تتجاهلوا ما يحدث في أرض الميلاد ، كيف يمكن لكم أن تحتفلوا بالميلاد ، و تغضوا الطرف عن معاناة شعبنا و ألام شعبنا

نحن لا نقول لكم لا تعيدوا ، عيدوا كما تشاؤون لكن تذكروا فلسطين ، تذكروا غزة ، تذكروا بيت لحم ، تذكروا المظلومين و المتألمين تذكروا أن هنالك دماء ، أن هنالك أطفال

أن هنالك معاناة لا يمكن وصفها بالكلمات .

طبعاً الأمم المتحدة صوتت في هذه الليلة ، وكانت هنالك الغالبية المطلقة من الدول العالمية صوتت من أجل وقف إطلاق النار ، من أجل وقف الحرب ، هذا تطور إيجابي ، وإن كان غير ملزماً حقيقةً كما قرأنا ، هذا القرار ليس ملزماً ولكن مجرد أن يخرج إعلان من الأمم المتحدة بأن الغالبية الساحقة من الدول ، ترفض أن يستمر العدوان، أنا أعتقد أن هذا تطور إيجابي هنالك دول صوتت مع استمرارية العدوان ، هنالك دول لم تصوت ولم تشارك كانت غير فاعلة في هذا الموضوع ، ولكن الغالبية الساحقة من الدول صوتت فلتتوقف هذه الحرب .

وأنا أعتقد ، بأن هذا إن دل على شيء ، يدل على أن الغالبية الساحقة من الدول ، ومن الشعوب ، باتت مدركة بأن هذه الحرب ، يجب أن تتوقف ولا يجب أن تستمر .

نتمنى أن يترجم هذا الموقف عمليا ، من خلال وقف فعلي لهذا العدوان ، لأن أهل غزة يبادون أهل غزة يتم قصفهم وقتلهم بطريقة همجية الوضع في غزة أبها الأحباء ، كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .

ايها الأحباء ، في صبيحة هذا ا، كما وفي كل يوم أقول لكم ومن القدس :

فلنرفع الصوت عاليا، ً كل الأحرار مسيحيين مسلمين وحتى اليهود الذين لا يرتبطون بالفكر الصهيوني وكل أحرار العالم وكل شعوب العالم فلنتوحد معاً و سوياً في مطالبتنا بان يتوقف هذا العدوان حقناً للدماء ووقفاً للدمار