منوعات

المشهد الفلسطيني الدولي 2024: فرصه واعدة وتحدياته كبيرة المحكمة الدولية تدعم فلسطين، واضطراب داخلي أمريكي ينعكس على المنطقة، ومزيد من الضغوط السياسية على “إسرائيل”، وابتزاز الفلسطينيين في ملفات الدعم وإعادة الإعمار

المشهد الفلسطيني الدولي 2024: فرصه واعدة وتحدياته كبيرة

المحكمة الدولية تدعم فلسطين، واضطراب داخلي أمريكي ينعكس على المنطقة، ومزيد من الضغوط السياسية على “إسرائيل”، وابتزاز الفلسطينيين في ملفات الدعم وإعادة الإعمار

    توقَّع خبير الشؤون الدولية أ. د. وليد عبد الحي أنّ احتمال التصويت لصالح فلسطين في قضية الإبادة الجماعية في المحكمة الدولية لن يقل عن 9 إلى 10 أصوات، دون استبعاد ممارسة الولايات المتحدة أقصى درجات الضغط. وقال إنّ الجانب الفلسطيني سيتعرض بعد وقف القتال لابتزاز حول الأموال المطلوبة لإعادة إعمار ما دمرته “إسرائيل” في قطاع غزة، وأنّ الابتزاز السياسي سيكون هو سمة هذه القضية، حيث إنّ 82% من المساعدات المالية لفلسطين تأتي من دول لا تساند الموقف السياسي للمقاومة الفلسطينية المسلحة، ولهذا ستحاول هذه الدول الربط بين المساعدات وبين شروط سياسية ضاغطة على مواقف المقاومة.   وأكّد عبد الحي أنّ عملية طوفان الأقصى تركت أثراً عميقاً على حقيقة الصورة الإسرائيلية في الرأي العام الدولي، ورأى أن هذا التحول الإيجابي سيتواصل، وأنّ العلاقات الإفريقية الإسرائيلية مرشَّحة لمزيد من التوتر، حيث إنّه لم يصوّت من دول إفريقيا غير العربية ضدّ القرار الأخير في الجمعية العامة في كانون الأول/ ديسمبر 2023 إلا دولة واحدة هي ليبيريا فقط.   جاء ذلك في ندوة بعنوان “المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى”، عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 24/1/2024، بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني.   وأضاف أ. د. وليد عبد الحي أن السياسة الأمريكية خلال سنة 2024 ستشهد قدراً من الاضطراب الداخلي، سيفرزه تواصل التراجع السنوي لدخل الفرد الأمريكي منذ تولي بايدن الرئاسة، واستمرار تزايد الفروق الطبقية، وزيادة 121 مليار في الإنفاق العسكري بين 2020 و2024، وارتفاع مرتبة الولايات المتحدة الأمريكية إلى المرتبة 134 سنة 2024 بعد أن كانت في المرتبة 83 عام 2008/2009 في مؤشر السلام العالمي (العنف الداخلي والعنف الخارجي)، وهو يدل على زيادة في سوء الأوضاع، بالإضافة إلى المنافسات الانتخابية التي ستنحصر غالباً بين ترامب وبايدن، والتي ستؤول إلى فوز بايدن (إذا طبّقنا نموذج ليكتمان للتوقعات المستقبلية)، غير أنّ ذلك لا يمنع من احتمالات تزايد الانقسامات داخل جمهور ونخب الحزب الديموقراطي.   وقال عبد الحي إنّ كلّ هذا سينعكس على أعباء دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتخوف منه الكثير من القادة الإسرائيليين. ورأى أنّ الضغط الأمريكي باتجاه التطبيع العربي الإسرائيلي هو لتخفيف الانغماس الأمريكي في دورات العنف في الشرق الأوسط، وهو ما سيدفع أمريكا لمزيد من الضغط على العرب باتجاه التطبيع لتحقيق بعض النقاط التي تخفف من آثار الجوانب السلبية التي ذكرها.   وأكّد أ. د. وليد عبد الحي أنّ تزايد تبني المجتمع الدولي لحل الدولتين سيُوقع “إسرائيل” في قدر من الارتباك، فإذا قبلت حلّ الدولتين قد تحدث اضطرابات عنف يؤججها المستوطنون في الضفة ومعهم اليمين الديني، وإذا رفضت ستجد مأزقاً في التعامل مع المجتمع الدولي من هذه الناحية، لذا من المحتمل برأيه أن تقبل الإطار العام للحل، ثم تحاول إفراغه من محتواه، بالطريقة التي تعاطت فيها سابقاً مع اتفاق أوسلو، ثم تعيد سيرة التعاطي مع أوسلو.   وقد قُدّمت في هذه الندوة، التي أدارها أ. د. محسن محمد صالح، ثمانِ أوراق عمل، ناقشت المسارات المستقبلية المتوقَّعة خلال سنة 2024، المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإسلامي والدولي.